qamarain
المدير
عدد المساهمات : 1516 نقاط : 9085 السٌّمعَة : 36 تاريخ الميلاد : 01/01/1982 تاريخ التسجيل : 09/12/2010 العمر : 42 الموقع : سوريا
| موضوع: الحلـــــــــــــم الجمعة يناير 07, 2011 11:23 pm | |
| الحلـــــــــــــم الحلم فضيلة سامية ، وخلقا ًرفيعا ً، وخلة لازمة ، لصفوة الله من خلقه وخِيرَتهُ من عباده من أنبياء الله ورسله ، صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين . لذا دعا إليه الإسلام ، ورغب فيه ، وحضَّ عليه ، ووعد عليه بالجزاء ، والخير الأبقى ، والعفو العظيم ، فى جنة عرضها السموات والأرض لمن يضبطون أنفسهم ، ويملكون زمامهم ، ويُمسكون عواطفهم ، ويتحكمون فى نزوعهم ، ويكظمون غيطهم ، ويعفون عن المسئ . " والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس " . وقال عليه الصلاة والسلام فى صلاة الجماعة : " ليلنى منكم أولو الحلم والنهى " أى ذو الألباب والعقول ، وأحدها " الحلم " - لسان العرب لإبن منظور – وهناك أسباب باعثة على الحلم : الأول :- الرحمة للجهال وإعذارهم . قال أبو الدرداء رضى الله عنه لرجل أسمعه شتائم : يا هذا لاتغرق فى سبِّنا ، واجعل للصلح موضعا ً، فإنا لانكافئ من عصى فينا بأكثر من أن نطيع الله عز وجل فيه . والثانى :- القدرة على الإنتصار ، وذلك من سعة الصدر وحسن الثقة ، وقد روى عن النبى عليه الصلاة والسلام أنه قال : " إذا قدرت على عدوك فاجعل العفو شكرا للقدرة عليه " . الثالث :- الترفع عن السِّباب ، وذلك من شرف النفس ، وعلو الهمة كما قال الحكماء : شرف النفس أن تحمل المكاره كما تحمل المكارم . والرابع :- الترفع عن المُسئ . ومما يذكر أن رجلا ً سبَّ الأحنف وهو لا يُجيبه فقال الرجل : مامنعه من جوابى إلا هوانى عليه واستحى . والخامس :- الإستحياء من جزاء الجواب . وهذا يكون بصيانة النفس وكمال المُروءة . والسادس :- الكرم وحسن التأ لف , يُروى أن على بن أبى طالب رضى الله عنه قال لعامر بن مرة الزهرى : من أحمق الناس ؟ قال : من ظن أنه أعقل الناس . قال : صدقت . فمن أعقل الناس ؟ قال : من لم يتجاوز الصمت فى عُقوبة الجاهل.. والسابع :- المكر وتوقع الفرص فى المستقبل ، وهذا يكون من الدهاء ، فغضب الجاهل فى قوله ، وغصب العاقل فى فعله . وبجانب هذه الأسباب توجد أسباب دينية لأن الحلم حقيقة من خلال الإيمان وصفات المؤمنين ، وما كان الإيمان فى حياة الناس إلا ليضبط الفطرة فيهم ، ويُعْلى من شأنها ، وخلق الحلم فى نفس المؤمن إنعكاس طبيعى لإيمانه ويكون هو المنهجالذى يحتكم إليه فى تصرفاته معهم .فإذا جهلوا عليه كان إيمانه مركز الإمداد والتوجيه الذى يُفرض عليه ضبط النفس ، ويُلزمه بهدوء الأعصاب ، ريثما تمر العاصفة ، ثم لايكون الحلم بعد إلا رد الفعل الطبيعى لهذا الإيمان . وهذه الآسباب نوجزها فى الآتى : 1- أن يذكر الله تعالى عند الغضب فيدعوه ذلك إلى الخوف منه ويبعثه على الطاعة له ، فيرجع إلى أدبه ، فعند ذلك يزول الغضب . قال تعالى : " واذكر ربَّك إذا نسيت " . قال عكرمة : إذا غضبت . 2- ومنها أن يذكر ما يؤول إليه الغضب من الندم ومذمة الإنتقام . قال الحكماء : الغضب على من لا تملك عجز ، وعلى من تملك لؤم . 3- ومنها أن يذكر ثواب الحلم فيقهر نفسه على الغضب رغبة فى الجزاء وحذرا ًمن استحقاق الذم والعقاب . جاء فى الأثر: " الخير فى ثلاث خصال فمن كن فيه فقد استكمل الإيمان : من إذا رضى لم يدخله رضاه فى باطل ، وإذا غضب لن يخرجه غضبه من حق ، وإذا قدر عفا ". 4- ومنها أن يذكر انعطاف القلوب عليه ، ومحبة الناس له بالحلم والصفح فيكف عن مُتابعة الغضب . وقد رغَّب الإسلام فى الحلم لأنه إرادة إيجابية لمكافحة الشر ، وتفادى الأزمات ، لذا كان العلاج الذى يُحول القوة الجسدية والأدبية إلى سلاح مُغمد فى جرابه لايُسْتخدم إلابَترا ًللشر , وكثيرا ماحفل تاريخ الأمة الإسلامية بنماذج اتصفت بالحلم ، بل كثيرا ما زادوا على الحلم وارتقوا فوقه ، وتخطوا مقامه إلى مقام الإحسان ، فكانوا لايتوقفون عند مجرد الحلم على من جهلوا عليهم وإنما كانو يحسنون إليهم قال تعالى : " ولا تستوى الحسنة ولا السيئة ادفع بالتى هى أحسن فإذا الذى بينك وبينه عداوة كأنه ولى حميم . وما يلقاها إلا الذين صبروا وما يلقاها إلا ذو حظ عظيم " . فالحلم عامل هام وأصيل فى سلام الإنسانية وأمنها الإجتماعى ، ورقيها الأخلاقى ، ووحدتها التى يجب دعمها وإثراؤها ، وعدم تعريضها للإنفعالات النزقة ، والإنتفاضات الطائشة . والأمة المنضبطة هى أعز اللأمم فى نفسها وعلى الناس ، والأمة الجهولة هى أخرق الأمم وأهونها على نفسها وعلى الناس . من قراءاتى
| |
|
الغيدق
عضو ذهبي
الدولة : عدد المساهمات : 362 نقاط : 5721 السٌّمعَة : 1 تاريخ الميلاد : 14/04/1985 تاريخ التسجيل : 21/12/2010 العمر : 39 الموقع : i m here
| موضوع: رد: الحلـــــــــــــم الجمعة فبراير 04, 2011 8:14 am | |
| | |
|