[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]اعلنت الوكالة اليابانية لعلوم وتكنولوجيا الارض والبحار، أنها ستقوم ولأول مرة، بمحاولة للحفر في عمق قشرة الأرض والتغلغل نحو غلافها، في وقت لاحق من هذا الشهر.
ويهدف «البرنامج المتكامل لحفر المحيطات» الى اختراق منطقة في تضاريس الارض تسمى «لا استمرارية موهوروفيتش» نسبة الى عالم صربي اكتشفها القرن الماضي، وهي منطقة تقع بين القشرة الخارجية المتكسرة للارض وبين الغلاف الساخن الأكثر نعومة الواقع تحتها.
وسوف تبدأ حفارة «تشيكيو» CHIKYU الروبوتية لأعماق البحار اعمالها لحفر ثقب بعمق 7 كيلومترات داخل الارض في قشرتها الخفيفة في اخدود «نانكاي» البحري في المحيط الهادئ. ويتوقع ان تنطلق المهمة في 21 من الشهر الحالي. وقد حفرت اعمق حفرة حتى الآن لمسافة 2.1 كلم فقط.
وتشكل القشرة طبقة خارجية خفيفة حول الأرض، وهي تتألف من مادة صخرية صلدة يبلغ سمكها نحو 72 كلم توجد تحت القارات، الا انها اقل من 8 كلم تحت المحيطات. وهي أي القشرة، سوية مع الطبقة العليا لغلاف الارض السميكة والصلدة التي تغطيها، ينقسمان الى قطع هائلة من الصفائح التكتونية التي تتحرك ببطء مثلها مثل قوارب سابحة على الطبقة الدنيا السائلة لغلاف الارض.
وتتألف الطبقة الدنيا لغلاف الارض من مادة صخرية مصهورة بدرجات حرارة عالية تحت الضغط. وتتحرك الصفائح عادة ببطء بمسافة 5 سنتمترات سنويا. الا ان هذه الحركات يمكن ان تؤدي الى ظهور مواقع لارتفاعات عالية تقود الى حدوث هزات ارضية او انفجارات بركانية عند حافات الصفائح.
وتصاحب عملية حفر اعماق الارض المخاطر بسبب احتمال تغلغلها نحو مواقع الصخور المنصهرة او مكامن النفط والغاز. إلا ان الحفارة الروبوتية «تشيكيو» تصمم بمثقاب مماثل لنظرائها المستخدمة في الصناعات النفطية، وهو محاط بأنبوب ثان للحماية، يملأ بالطين يقوم بشفط الشظايا من الحفرة. كما تصمم بصمام لتنظيم الضغط حال اصطدامها بمخزون من الغاز او النفط.
ويهدف البرنامج الى دراسة حركة الصفائح والى الكشف عن آثار للحياة في اعماق الارض، وذلك برصد انواع البكتيريا، خصوصا تلك التي يمكن ان تحتوي على انزيمات مضادة لدرجات الحرارة العالية. وبعد حفر الحفرة ستوضع اجهزة استشعار لرصد حركة الصفائح، الامر الذي يساعد في التنبؤ بقرب حدوث الهزات الارضية. ولا تؤمن الاجهزة الحالية رصدا دقيقا لوقوع الزلازل إلا قبل دقائق فقط من وقوعها. كما يأمل العلماء من البرنامج التعرف من طبقات الارض على طبيعة المناخ على مر عصورها. وينتظر ان تستمر عملية الحفر عاما كاملا للوصول الى غلاف الأرض.
المصدر : جريدة الشرق الأوسط